تحذير من استخدام هذا النوع من البخور المنتشر في السعودية بسبب مخاطره الكبيرة على الجهاز التنفسي

حذّر المختص حامد القرني، المتخصص في الصحة العامة والمشاكل التنفسية، من مخاطر استخدام البخور ومعطرات الجو الكيميائية بشكل مكثف داخل المنازل والأماكن المغلقة. وأشار القرني إلى أن بعض هذه المواد يمكن أن تؤدي إلى مشاكل تنفسية حادة، بل وقد تؤدي في حالات نادرة إلى الوفاة، خاصة عند استنشاقها بتركيزات عالية أو استخدامها بشكل متكرر دون تهوية كافية جخخخك بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .

يأتي هذا التحذير وسط تنامي القلق بشأن جودة الهواء داخل المنازل واستخدام الروائح العطرية التي تحتوي على مواد كيميائية قد تؤثر سلباً على الصحة، لا سيما مع الاعتماد المتزايد على معطرات الجو والبخور لتحقيق بيئة معطرة ومنعشة. وبحسب الدراسات، يمكن للعديد من معطرات الجو والبخور أن تتسبب في مشكلات صحية خطيرة تتجاوز مجرد الحساسية أو ضيق التنفس العابر، لتصل إلى حالات أكثر تعقيداً وأشد خطورة.

تأثير البخور ومعطرات الجو على الجهاز التنفسي

وأوضح القرني أن استنشاق البخور وبعض أنواع معطرات الجو المعتمدة على المواد الكيميائية يؤدي إلى تهيج في الجهاز التنفسي العلوي والأنسجة الرئوية، وذلك بسبب احتوائها على مكونات قد تكون سامة عند استنشاقها بتركيزات مرتفعة. وأكد أن البخور، رغم كونه جزءاً من الثقافة التقليدية في العديد من المجتمعات، يحتوي على مركبات تنتج عن احتراقه، مثل الجزيئات الدقيقة التي تساهم في تلوث الهواء الداخلي وتزيد من خطر الإصابة بمشاكل التنفس، مثل الربو وأمراض الرئة المزمنة.

وذكر المختص أنه عند حرق البخور، تتصاعد جسيمات دقيقة تعرف باسم **PM2.5**، وهي جزيئات صغيرة جداً تخترق عمق الرئتين وتؤدي إلى مشاكل صحية، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية مسبقة مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية. وأشار إلى أن هذه الجزيئات قد تؤدي أيضاً إلى انخفاض وظيفة الرئة على المدى الطويل وتفاقم حالة المصابين بأمراض الرئة.

 مخاطر معطرات الجو الكيميائية

بالإضافة إلى البخور، تناول القرني معطرات الجو التي تعتمد على المواد الكيميائية، والتي قد تحتوي على مركبات ضارة مثل الفورمالديهايد والفثالات والمركبات العضوية المتطايرة (VOCs). وأوضح أن هذه المركبات تنبعث عند رش معطرات الجو في الهواء، وقد تسبب تهيج الجهاز التنفسي والعينين، كما ترتبط بعض المركبات العضوية المتطايرة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان عند التعرض لها بجرعات كبيرة وبشكل متكرر.

وأشار المختص إلى أن التعرض المزمن لهذه المركبات قد يؤدي إلى مشاكل تنفسية مزمنة على المدى الطويل، وقد تتراكم هذه المركبات في الجسم عبر الزمن لتصبح مؤذية، خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من حساسية أو مشاكل في الجهاز التنفسي. وأوصى القرني بالتحقق من مكونات المعطرات المستخدمة في المنازل والابتعاد عن تلك التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة، حيث إن بعض المعطرات البديلة مثل الزيوت العطرية الطبيعية قد تكون خياراً أفضل.

الأطفال وكبار السن الأكثر عرضة للمخاطر

وأكد القرني أن الأطفال وكبار السن هم أكثر الفئات تأثراً بأضرار البخور ومعطرات الجو الكيميائية، حيث تكون أجهزتهم التنفسية أكثر حساسية. فالطفل، على سبيل المثال، يتنفس بسرعة أكبر من البالغين، مما يزيد من كمية المواد الكيميائية المستنشقة عند تعرضه لمعطرات الجو أو البخور. وبالنسبة لكبار السن، فإن قدرتهم على التخلص من السموم تكون أقل كفاءة مما يجعلهم عرضة لتأثيرات هذه المواد على المدى الطويل.

وتطرق القرني أيضاً إلى خطورة استنشاق هذه المواد في أماكن مغلقة مثل المنازل أو السيارات، حيث تتراكم الغازات والروائح الكيميائية وتزيد تركيزاتها، مما يرفع احتمالية الإصابة بمشاكل تنفسية حادة أو تهيج في العينين والأنف.

 خطوات للحد من المخاطر المرتبطة بالبخور ومعطرات الجو

نصح المختص حامد القرني باتباع عدد من الخطوات الوقائية لتقليل التأثيرات السلبية للبخور ومعطرات الجو على الصحة، ومن هذه النصائح: 1. **التهوية الجيدة**: ينصح بفتح النوافذ والأبواب بعد استخدام البخور أو معطرات الجو لتهوية المكان والسماح للهواء النقي بالدخول. 2. **التقليل من الاستخدام**: من الأفضل استخدام البخور ومعطرات الجو بقدر معقول وتجنب الإفراط فيها، حيث يمكن أن يؤدي الاستخدام المتكرر إلى زيادة تركيز المواد الكيميائية الضارة في الهواء. 3. **اختيار البدائل الطبيعية**: من الممكن استخدام بدائل طبيعية مثل الزيوت العطرية المستخلصة من النباتات، والتي تعتبر أقل ضرراً على الجهاز التنفسي. 4. **قراءة مكونات معطرات الجو**: ينصح بالتحقق من مكونات معطرات الجو والتأكد من خلوها من المواد الكيميائية الضارة مثل الفورمالديهايد والفثالات. 5. **تجنب الاستخدام في الأماكن المغلقة تماماً**: يجب تجنب استخدام البخور ومعطرات الجو في أماكن ضيقة أو غير جيدة التهوية، خاصة عندما يكون هناك أطفال أو كبار السن في المكان.

بدائل صحية للحصول على روائح منعشة في المنزل

بدلاً من الاعتماد على البخور ومعطرات الجو الكيميائية، اقترح القرني بعض البدائل الصحية للحصول على روائح منعشة في المنزل دون المخاطرة بالتعرض للمواد الكيميائية الضارة، مثل: - **النباتات الداخلية**: يمكن للنباتات المنزلية أن تساعد في تحسين جودة الهواء وإضافة رائحة طبيعية لطيفة. - **الخزامى وزهور اللافندر**: وضع باقات من الخزامى أو اللافندر في المنزل يساعد في تحقيق روائح طبيعية دون الحاجة إلى معطرات صناعية. - **الزيوت العطرية الطبيعية**: يمكن استخدام أجهزة التبخير لنشر روائح الزيوت العطرية الطبيعية مثل زيت النعناع أو الليمون، التي لا تؤثر سلباً على الصحة.

 تحذيرات للمصابين بأمراض الجهاز التنفسي

وجه القرني نصيحة خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، مثل مرضى الربو والحساسية الصدرية، بضرورة تجنب استخدام البخور ومعطرات الجو، خاصة في الأماكن المغلقة، نظراً لأنها قد تؤدي إلى تفاقم حالتهم الصحية. كما نصح بمتابعة الطبيب المختص في حال الشعور بأي أعراض غير طبيعية بعد استنشاق هذه المواد، مثل صعوبة التنفس أو السعال المستمر.

 

وفي نهاية المطاف، يظل الوعي بتأثيرات البخور ومعطرات الجو على الصحة أمراً بالغ الأهمية، حيث يجب على الأفراد اتخاذ القرارات المناسبة بناءً على فهم تأثيرات هذه المواد على الجهاز التنفسي. ينصح المختصون مثل حامد القرني باللجوء إلى البدائل الطبيعية والحد من الاستخدام المكثف لهذه المواد، خاصة في الأماكن المغلقة، لضمان سلامة الجميع وتقليل المخاطر الصحية التي قد تنجم عنها.

a